انبثق في الحفل الختامي للمؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) البيان الختامي .
في الحفل الختامي للمؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ، تمت قراءة البيان الختامي .
النص الكامل للبيان كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالی: «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ»
سورة القصص، الآية 5
الحمدلله رب العالمین وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وعلی اهل بیته الطیبین الطاهرين. انعقد هذا المؤتمر برعاية بقية الله الأعظم الإمام العصر (عج) وتحت شعار "أهل البيت(ع)؛ محور العقلانية، والعدالة، والكرامة" وحضور أكثر من مئات شخصية وضيف من 117 دولة حول العالم لمدة 3 أيام من 10 إلى 12 شهریور 1401 هـ قـ (4 إلى 6 صفر 1444، 1 إلى 3 سبتمبر 2022) في العاصمة طهران.
وبدأ هذا المؤتمر بتجديد الميثاق بمبادئ الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، في قاعة مؤتمرات رؤساء الدول الاسلامية في العاصمة الايرانية "طهران"، والتشرف بلقاء سماحة قائد الثورة الإسلامية (دام ظله العالي) آية الله العظمى الإمام الخامنئي.
وقد استعرض المشاركون في هذا المؤتمر العظيم الأوضاع الدولية بهدف المساعدة بشكل فعال في حل المشاكل الكبيرة التي أثارت قلق أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في العالم، واستلهام تعاليم أهل البيت (ع) واستناداً إلى جهود المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في سبيل تحقيق المطلوب المناسب لأتباع أهل البيت (ع) والتي تمثلت في اللجان الأربع "الجمعيات المحلية لأهل البيت والمبلغين"، و"إيجاد شبكة ارتباطات وتواصل بين أتباع أهل البيت"، و"الفضاء الافتراضي والاعلام"، و"اقتصاد أتباع أهل البيت (ع)".
كما ناقشوا وتبادلوا الآراء في أربعة اجتماعات مع النخب في هذه المجالات، تحت عنوان "العلم والتقنية"، و"تطوارات العالم"، و"المرأة والأسرة"، و"الاكاديميون".
الآن وفي ختام هذا المؤتمر الدولي، يصدر أعضاء المؤتمر السابع للجمعية العامة هذا البيان، مع التأكيد على ضرورة دعم أبناء الأمة الإسلامية، والإصرار على وحدة المسلمين ووحدة العالم الإسلامي، والنقاط التالية من أجل دعم وتحسين أوضاع أتباع أهل البيت (ع) نذكرها تباعا :
1 - إيجاد شبكة ارتباطات وتواصل بين أتباع أهل البيت: إن الهدف الرئيسي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) من إطلاق هذه المبادرة هو إيجاد شبكة ارتباطات وتواصل بين أتباع أهل البيت على مختلف المستويات، وذلك لأن تأسيس التواصل الواسع بين المجتمعات المنتمية لأهل البيت (ع) في عالم يتراجع فيها الهياكل يوم بعد يوم يحظى بأهمية كبيرة. ومن المؤكد أن هذا التقارب والتواصل يساعد بحل مختلف المشكلات الموجودة بين الشيعة في العالم، بل يمنع من الإجراءات المتطرفة، ويساعد بالتعايش السلمي مع سائر أتباع الديانات والمذاهب الأخرى؛ إذ أنه كما أكد قائد الثورة الإسلامية "إن تشكيل ونشاطات المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام لا تعني المواجهة والعداوة مع غير الشيعة".
2 – الجمعيات المحلية: تعد تشكيل مؤسسة علماء الدين في الأجواء الدولية إحدى النجاحات التي حققها المجمع في الثلاثين عاما الماضي، وهيكلة المجتمعات المحلية لأتباع أهل البيت (ع) من الضرورات التي ستؤدي إلى النمو الكمي والكيفي لهم.
3 – العالم الافتراضي: من القضايا التي تواجه المجتمعات المنتمية لأهل الببيت (ع) كسائر المجتمعات في يومنا الحاضر هي العالم الافتراضي، كما أن للتكنولوجيا الرقمية تأثيرات عميقة على جميع أبعاد حياة الناس، وإنها تجلب معها العديد من التهديدات والمثالب، وذلك إلى جانب مزاياها. وعلى المجمع أن تحول هذه التهديدات إلى فرص من خلال التخطيط والإجراءات.
4 – مؤسسة الأسرة: إن الحفاظ على القيم الأساسية لمجتمعات التي تنتمي لأهل البيت (ع) المستمدة من التعاليم السامية لمدرسة التشيع يعد من الواجبات الرئيسية للمجمع، لكن وللأسف الذريع، بسبب الغزو الثقافي وتوسع أسلوب الحياة الإباحية الغربية أدت الى جر هذه القيم للتحديات. وأحد أهداف الحضارة الغربية في مشروع الغزو الثقافي هو تدمير مؤسسة الأسرة في المجتمع الإسلامي وأتباع أهل البيت عليهم السلام، في حين العنصر الأساسي في الحضارة الإسلامية مقارنة بسائر الحضارات الأخرى هو أهمية ومكانة مؤسسة الأسرة باعتبارها مكانا للسكن والهدوء، والألفة، والتربية، وبقاء نسل البشر.
5 – التعليم والعلم: من التحديات الأخرى التي يواجها أتباع أهل البيت (ع) هي قضية التعليم، وذلك على المستويين العام والدراسات العليا؛ لذلك نرى في بعض البلدان أن متوسط المتعلمين للشيعة بات أقل من متوسط التعليم، فيتوقع أعضاء الجمعية العامة أن يشاهدوا نموا ملحوظا في هذا المجال في السنوات الأربعة المقبلة، وذلك باتخاذ إجراءات مختلفة.
6 – الاقتصاد: إن إنشاء شبكة بين الناشطين الاقتصاديين لأتباع أهل البيت (ع) بحاجة إلى القيام ببعض الأمور منها صياغة استراتيجية كاملة، واستخدام القدرات المتخصصة والعلمية لشباب مختلف المناطق، واهتمام المبلغين بقضية الاقتصاد، ورفع مستوى الوعي حول التعاون والقابليات والقوانين الاقتصادية وكذلك القانونية للانتاج والتجارة، وعلى المجمع أن يتخذ الإجراءات اللازمة لتوفير هذه الأرضيات.
7 - المقاومة: كان التحدي الأكبر في العقد الأخير لأتباع أهل البيت (ع) هو ظهور التيارات التكفيرية الصهيونية (داعش) والاضطرابات في المنطقة، وكان لهذا التحدي تأثير مباشر في أوضاع أتباع أهل البيت (ع)، حتى أن العتبات المقدسة تعرضت للخطر. ومع تشكيل جبهة المقاومة بزعامة قائد الأمة وقيادة اللواء الشهيد الحاج قاسم سليماني، تم القضاء على داعش الارهابي، واستعاد الأمن والسلام إلى غرب آسيا، بل منع من اتساع هذه الفتنة إلى أروبا وسائر مناطق العالم، فرحمة الله على هذا الشهيد العزيز وسائر قادة المقاومة والمدافعين عن المقدسات.
وفي الختام هذا الاجتماع منقطع النظير، نقدم شكرنا إلى قائد الثورة الإسلامية، ورئيس الجمهورية لإيران الإسلامية المبجبل، وجميع القائمين على هذا الحدث العظيم.
ونثمن جهود الأمين العام، ورئيس وأعضاء الجمعية العامة، ومديري وموظفي المجمع العالمي لأهل البيت (ع) الخدومين على حسن استضافتهم إيانا.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيد في توفيقات هؤلاء الأعزاء وخدام الأمة الإسلامية، وعلى أمل أن نشاهد ثمرات هذا المؤتمر، عند إقامة المؤتمر الثامن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين؛
والسلام علينا وعلی عباد الله الصالحين.
أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)
المشاركون في المؤتمر السابع
6 صفر 1444
3 سبتمبر 2022
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.