الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): الفقيد آية الله عالمي البلخائي كان "عالما ربانيا" و"شجاعا" بكل ما في الكلمة من معنى

پنج شنبه, 18 شهریور 1400

صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن للراحل آية الله عالمي البلخائي مؤلفات قيمة في مواضيع مختلفة كالعقائد، والفلسفة، والفقه، والأصول، والأبحاث الأخلاقية، فكان عالما ربانيا بكل ما في الكلمة من معنى.

الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): الفقيد آية الله عالمي البلخائي كان

أقيمت مراسيم الاحتفاء بالمكانة العلمية لآية الله "السيد محمد علي عالمي البلخائي" الذي قدم أبناءه شهداء في سبيل الله والشريعة وهو أحد علماء أفغانستان، وذلك بكلمة للأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مسجد الإمام الحسن العسكري (ع) بمدينة قم المقدسة.

وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في هذه المراسيم أن آية الله عالمي كان عالما عاملا ومؤثرا بمعنى الحقيقة، وأضاف: كان رحمة الله عليه قد روّج المعنوية، والأخلاق والأدب والشريعة.

وأشار آية الله "رضا رمضاني" إلى السيرة المباركة لآية الله عالمي، وقال: بعد أن أتم دراسته في المقدمات في مسقط راسه هاجر إلى مدينة مشهد، ثم شد الرحال إلى النجف الأشرف وحضر دروس كبار علماءها في الحوزة العلمية أمثال آية الله الخوئي، والإمام الخميني (ره)، وآية الله السيد محسن الحكيم، حتى أصبح يشار إليه بالبنان.

وأشار سماحته إلى مؤلفات آية الله عالمي، وقال: إن للفقيد أعمال ومؤلفات قيمة في مواضيع مختلفة كالعقائد، والفلسفة، والفقه، والأصول، والأبحاث الأخلاقية، فكان عالما ربانيا بكل ما في الكلمة من معنى.

وحول السيرة العلمية للراحل عالمي البلخائي صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): كان هذا الفقيد السيعد مستأنسا بالثقلين الأكبر والأصغر، أي: القرآن وأهل البيت (ع)، وكان دائما متوكلا على الله ومتوسلا بأوليائه.

وتابع سماحته: كان والد آية الله عالمي أيضا من العلماء ومن الشخصيات المؤثرة في أفغانستان، وقد قدم خدمات علمية واجتماعية في شمال هذا البلد.

وفيما يتعلق بخدمات آية الله عالمي قال الأستاذ في دروس السطوح العليا في حوزة قم العلمية: يعد تأسيس المساجد، والحسينيات، والمكتبات، وإعادة بناء حرم يحيى بن زيد من نشاطات هذا الفقيد الخالدة، حتى أنه باع منزله الشخصي من أجل إعادة بناء حرم يحيى بن زيد، كي يكمل بناءه، ليصبح حرمه واحدا من البقع والأماكن العلمية والثقافية والمعنوية في المنطقة.

وحول نضال ومجاهدات آية الله عالمي البلخائي قال: بعد ما دخلت قوات الجيش السوفيتي في أراضي أفغاستان، بادر عالمي بقراءة فقهية لدور العلماء في هذه الفترة الزمنية، فاستنتج منها الجهاد والمقاومة، فتزعم قيادة المجاهدين في شمال أفغانستان وتصدى للقوات السوفيتية حتى استشهد أبناءه وزوجته في سبيل ذلك.

ولفت سماحته إلى أن المجتمع الديني يجب أن يكون مجتمعا علميا، وأضاف: إذا ساد الجهل المجتمع البشري، يمضي المجتمع نحو التطرف والتشدد، ويبقى الناس متحيرين لا يدرون أن يتوجهون، خاصة إذا كان التشدد والتطرف باسم الدين، فحينها تسيء الأمور.

وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى الرؤى المختلفة إلى الدين في عصور التاريخ، وقال: كان النظرة الأموية إلى الدين نظرة ارستقراطية، كما أن بني العباس استخدموا الدين كأداة لمصالحهم، لكن الدين من منظور العلوي فهو معنوية، وفكر، وتعقل، وعدالة، يجب أن تتذوق البشرية طعم العدالة، وتقف أمام الظلم.

وقد عرّف البعض الإسلام بأنه ليبرالي، وهذا الإسالم هو الإسلام الذي يجب أن يبتعد عن العمل والمجتمع، ويكتفي بأن يقيم رابطة قلبية بين الله والإنسان، فمثل هذا الإسلام لا يتقبل المسؤولية، بل يفرّ من المسؤولية ويحاربها.

وتابع: إن الإسلام المتطرف يقدم تفسيرا غير حقيقي عن الدين، وينسب العنف إلى الدين. فإن الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين، والنبي الذي بنى إدارته على الأخلاق، يعرّفهما بشكل آخر، وبناء عليه، ولعدم الفهم الصحيح من الدين، انتشر القتل والقتال بين الدول الإسلامية.

وقال آية الله رمضاني إن من خصائص عالم الدين هو امتلاكه لسان صدق، وأضاف: إذا تمتع عالم الدين بلسان صدق سيربط المجتمع بالملكوت، وله الأثر العميق على الأرواح والنفوس.

ولفت الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن المقاومة من الخصائص الأخرى لعالم الدين، وأضاف: لا بد من المقاومة أمام المستبدين والذين يدسون كرامة الناس تحت أقدامهم؛ إذ ورد حوالي 400 آية حول الجهاد والمقاومة في القرآن مما يكشف عن أهمية الجهاد في الشريعة. إن الجهاد توفيق من الله لا يحظى به إلا خواص أهل الإيمان، ولم يكن واجب عالم الدين الصلاة وتوضيح أحكام الشريعة فحسب، بل إذا حان وقت الجهاد يجب أن يشارك في ميدان الجهاد، ومن أبرز هذه النماذج آية الله عالمي، فقد ورث الشجاعة من جده سيد الشهداء (ع).

وتابع سماحته: إن غاية آية الله عالمي من الجهاد إنقاذ المجتمع من الجهل والجهالة، وإحياء المجتمع بالتعاليم الدينية، كما فعل جده سيد الشهداء (ع)، وقام من أجله.

ونوه آية الله رمضاني بأن دور العلماء في الوقت الراهن يجب أن يكون مثل دور آية الله عالمي، وأضاف: إن آية الله عالمي كان رجلا إذا تكلم وثق الناس به، فإن العالم يجب أن يتمتع بمثل هذه المكانة.

وأشار سماحته إلى أوضاع أفغانستان في الوقت الراهن موجها كلامه إلى علماء تلك البلاد، وقال: اليوم من أهم القضايا هو الحفاظ على الوحدة، وقد كان يسعى آية الله عالمي لتحقيق هذه المهمة، كما ينقل عنه أن محبة الأخوة من أهل السنة إياه لم تكن أقل من محبة الشيعة، وليس هناك أي مناسبة بين الدين والعنف، يجب السعي وراء حياة سلمية، كما يجب الابتعاد والاجتناب من قتل المسلمين في تلك البلاد، إن الشعب الأفغانستاني المسلم يحظى بمواهب إلهية ويجب أن يعين مصيره ويختار دولته، كما يجب أن يتوخ الحذر من مخططات الأعداء في الظروف الراهنة، فلعلماء الدين دورهم البارز والهام في مثل هذه الأوضاع الحساسة.

تماس با ما

موضوع
ایمیل
متن نامه
8-3=? کد امنیتی