أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أنّ اليوم جيل الشباب في الساحة العالمية متعطش إلى المعنوية، وقال: هناك ثلاثة آلأف أو حتى أربعة آلاف نوع من المعنوية المزيفة في أروبا وأمريكا، وبهذه المعنويات يريدون خداع الشباب.
شارك آية الله "رضا رمضاني" في المعسكر العلمي لمدربي اتحاد هيئات الإمام الرضا (ع) في محافظتي ألبرز وطهران المنعقد في حسينية رضائية بقم المقدسة، مؤكدا على أن نتعلم الدين بشكل شامل ودقيق وعميق، وأول ما نبدأ بأنفسنا، وصرح: يجب على المجتمع البشري أن يخرج من النظرة السطحية ويتعمق في الفهم الديني.
واعتبر الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن من واجبات العالم والمعلم أن يتمتعا بالفهم العميق للدين، وتابع: نحن نشاهد اليوم في الساحة الدولية النظرة السطحية في خصوص معرفة الدين، في حين لو كان هناك فهم عميق، لما شاهدنا العديد مما لا يليق أن ينسب إلى الدين كالعنف والإفراط والتفريط.
وعد سماحته دين الإسلام بأنه دين الاعتدال، والعقلانية، والمعنوية والعدالة، والحرية المعنوية، وأضاف: يجب أن تكون عندنا نظرة شاملة دنيوية وأخروية إلى المعارف الدينية، وذلك من أجل تعميق معرفة الناس للدين.
ونوه آية الله رمضاني بأنه علينا أن نربي أنفسنا في هذه الدنيا للحياة الآخرة الخالدة، ولفت إلى أن الدين لم يهتم بالجانب الفردي وحسب، بل هناك أحكام اجتماعية كثيرة في الدين وهي إن لم تكن أكثر من الأحكام الفردية فلم تكون أقل منها.
وشدد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) على النظرة القصوى للدين ولكل شيء له دور مؤثر في هداية الإنسان، وأضاف: تم تنظيم الدين وفقا لحوائج الإنسان الحقيقية.
وأضاف سماحته: إن الإنسان له حوائج في مختلف الأبعاد، وبناء على هذه الحوائج، إن الله ومن خلال الوحي قدم له قانونا، وضابطة، ومبادئ.
وأشار آية الله رمضاني إلى أن للصلاة أسباب، ولم تأت لإصلاح الفرد وحسب، بل لها دور في إصلاح المجتمع، وصرح: يجب أن تكون نظرتنا وفهمنا من الدين دقيقا وعميقا.
وفيما يتعلق بدور الصوم في اكتساب التقوى الإلهي، أكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): في فريضة الصوم، الصائمون يذكرون الجوعى والعطاشى ويقلقون على حالهم، مما يؤدي إلى إصلاح المجمتع.
وبيّن سماحته حينما يفهم الدين بصورة صحيحة عندئذ لم نشاهد معاداة للدين والابتعاد منه، وصرح: قد يبتعد الإنسان وينفر من فهمه الخاطئ لشيء ما، لكن لا أحد يعادي أو ينفر من حقيقة الدين وجوهره، فمن يعرف حقيقة الدين يحبه ويعشقه.
وأشار آية الله رمضاني إلى أن اليوم هناك الكثير ممن يسعى إلى محاربة المعنوية في الدين، ويريد أن يعرّف الدين بأنه جاف، وقال: إن هؤلاء لم يتمكنوا من محاربة أصل المعنوية، ولهذا السبب ذهبوا إلى اصطناع المعنوية المزيفة والمزورة.
ولفت الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أنه هناك ثلاثة آلأف أو حتى أربعة آلاف نوع من المعنوية المزيفة في أروبا وأمريكا، وبهذه المعنويات يخدعون الشباب.
وصرح سماحته: إنّ اليوم جيل الشباب في العالم متعطش إلى المعنوية.
وأشار آية الله رمضاني إلى رواية عن الإمام الصادق (ع) حول تربية النبي الأكرم (ص) من قبل الله تعالى وصرح: عندما بلغ أدب النبي (ص) ذروته، ووصل إلى الخلق العظيم، سلّمه رب العالمين أمر الدين.
وفيما يرتبط بالتخلق بتربية الحق، لمن يريد أن يكون مدربا أو مدرسا أضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): في المجال التربوي يجب تربية ثلاثة أشياء وهي: الجوارح والمجتمعات والعقل.
وأكد سماحته على مراقبة الجوارح كالرجل واليد والعين واللسان، وقال: قد تسبب كلمة أو نظرة ما، حربا طاحنة في العالم.
وشدد آية الله رمضاني على مراقبة المدرب أو المدرس تعاملَه وسلوكَه مع الآخرين فضلا عن مراقبته لما يتلكم بها، وقال: إن من يملك قلبا سليما يمكنه أن يمضي إلى الأمام.
وأكد سماحته على أن ندرس لله جيدا ومن ثم نعلّموه، وصرح: يجب أن لا نعرّف الدين بشكل جاف، فبلغ الدين درجة من الاهتمام حتى قال الإمام الحسين (ع) ما مضمونه: أنا أفدي نفسي من أجل إحياء الدين.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى المكانة العلمية للعلامة حسن زاده الآملي وشخصيته، وقال: إن هذه الشخصية البارزة كانت من نوابغ الحوزات العلمية.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.